قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)) وإرم هي مدينة قوم عاد ذات ألأعمدة ، وثمود هي مدائن صالح التى بنيت في الجبال ، والأوتاد هي أهرام الفراعنة وسميت بالوتد لأنها كالجبل* في هيكلها ، والملاحظ أن القرآن الكريم ذكر قوم عاد وألأحقاف ونبي الله هود عدة مرات ، ولكن ليس لهم نصيب في كتب التأريخ والجغرافيا لنعرف عن هؤلاء القوم ، ولكن هناك عدة أبحاث ودراسات أوضحت أن ألأحقاف هي في الربع الخالي بالقرب من عمان أو أنها هي المدينة المفقودة "عبار" والتي وجدت قرب اليمن ، لكن كل ألأقوام السابقة التي ورد ذكرها في القرآن مثل ثمود والفراعنة وقوم لوط ، نجد من آثارهم ما يدل على هلاكهم ، ولكن قوم عاد لم نرى شيئا من عذابهم مع القرآن وصف عذابهم وصفا دقيقا ، ومما زاد الطين بلة ما ينشره البعض عن هذا الموضوع كل مروج لأفكاره (وربما أنا منهم) ، فمثلا هناك من يقول أنهم قوم عاشوا قبل الفراعنة في بلاد مصر وأن الفراعنة هم من استولو على حضارتهم ، ولكننى في طرح فكرتي عن قوم عاد ساستند فقط على ما جاء في القرآن الكريم.
في البداية لابد أن نعرف أن قوم عاد هم قوم وثنيين ومتعددي ألآلهة ، ولو نظرنا الى ألآلهة من زمن قوم نوح حتى كفار قريش لوجدنا أنها هي نفسها في قوله تعالى(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)) ، وكأنها تنسخ نفسها في كل زمان ، فيغوث مثلاً (باعتبار أن الغيث هو المطر) يناظرهزيوس اله السماء والرعد من آلهة الإغريق ، وهو نفسه جوبيتر إله الرومان ، وقياساً على ذلك فربما كان ود هو اله الحبكيوبيد ، وسواع هي هيرا آلهة النساء والزواج ، ويعوق هو إله الحرب آريس ابن زيوس ، ونسر هو اله يشبه النسر مثل أبناء آريس – ربما هذا هو السبب أن ود وسواع ويغوث سبقت ب (لا) في ألآية السابقة ، أما ويعوق ونسر فقد إعطفت مباشرة على يغوث لأنهم من نسله ، اذن يمكننا افتراض أن هذه الآلهة هي نفسها آلهة قوم عاد.
وفي قوله تعالى (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) ) يصف حال قوم عاد ، فهم ينحتون التماثيل (آية) في كل طريق للعبث والمجون ، ويبنون المصانع وهي كما قيل إما الحصون أو القصور أو أحواض المياه ، ومن أخلاقهم أيضا أنهم ليسوا من ذوي الرحمة والشفقة ، فهم ذوي بطش اذا ما عاقبوا ، وفوق ذلك كله فقد كانت بلادهم بلاد جنات وأنهار.
وفي قوله تعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)) يصف هلاكهم بالريح القوية التى استمرت سبع ليال وثمانية أيام حتى أنهم أصبحوا كجذوع النخل الفارغة ! ومن هنا أبدأ طرح فكرتى.
لندع التأريخ والجغرافيا جانبا ونحن نتأمل قوله تعالى (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) ، فهو لم يقل رأيت بل ترى وهو فعل مضارع ويعنى أنك لو نظرت اليهم ألآن فستراهم مثل جذوع النخل الفارغة ، ولو ألقيت نظرة على الصورة التى بأسفل الموضوع لوجدت أنها ينطبق عليها هذا الوصف ،
فهذا ليس تمثالاً ، ولكنه طفل غطاه الرماد البركاني ومات وتحلل جسده عبر السنين وأصبح كالجص أو الفخار فارغاً من الداخل ، وهذا ما حدث ذلك مدينة بومبي في ايطاليا عندما انفجر بركان فيزوف وأخذت الريح تحمل الرماد البركاني الملتهب وتقذفه على سكان المدينة ، وما هي الا أيام حتى أصبح الجميع على شاكلة هذا الطفل ،
والصورة التالية هي لمعبد جوبيتر (زيوس بالاغريقي و يغوث بالعربي) وترى حوله ألأعمدة التى تشتهر بها المدينة كسائر مدن الرومان ،
والصورة التالية هي لأحد التماثيل التى اشتهرت بها المدينة كعلامات في طرقاتها ،
وأما حمامات المياه الرومانية في بومبي فقد كانت تبنى على أعلى مستوى وربما هي المصانع التى ذكرتها ألآيات ،
وأما عن قسوة تعامل سكان بومبي مع بعضهم وبالأخص عبيدهم (شأنهم كشأن سائر الرومان فما بنوا الكلوسيوم الا للتعذيب) فالكتاب التالي يتحدث عن هذا الموضوع باسهاب ،
ومما يذكر الكتاب هذا المقطع الذي يصف جانبا من تعامل أهل بومبي مع العبيد ،
If a rich landowner wanted a small farmer's land, he didn't have to bother making an offer that no one could refuse. He'd just have some of his more robust clients ride up to the farm, kill all the slaves, and toss the now former owner out on his ear. As long as only slaves were killed and their owner was just beat up, this remained a civil - not criminal - matter.
وأخيرا وليس آخرا ، فما قمت بذكره من ليس أكثر من اسقاطات قد أصيب فيها وقد أخطئ ، ولكن لا بأس من النقاش والبحث حتى نصل للحقيقة.
تحليل ممتاز
ردحذف