من اللطائف الجميلة في قصة أصحاب الكهف قوله تعالى (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) ، فهل هي ثلاثمائة فقط أم ثلاثمائة وتسعة ؟ والاجابة هي أنها الاثنان فالثلاثمائة سنة ميلادية (شمسية) تعادل ثلاثمائة وتسعة سنة هجرية (قمرية) ، لأن عدد أيام السنة الشمسية 365.33 وعدد أيام السنة القمرية 354 وبعملية حسابية بسيطة نجد أن كليهما صحيح!
أولاً لنعرف كيف نام أصحاب الكهف كل هذه المدة بدون غذاء أو فراش يتوسدونه ليحمى عظامهم ومفاصلهم في كهف يفتقد كل هذه المقومات ، فهم لم يكونوا جاهزين للمبيت ولو ليوم واحد ، ومن تسائلهم بين بعضهم أنهم ناموا يوماً أو بعض يوم-أي ما يقارب أربعاً وعشرين ساعة ، وعندما استيقظوا كانوا يشعرون ببعض الجوع والتعب كمن نام يوماً كاملاً. إذن هم ناموا 309 سنة (106900 يوماً) وقاموا وهم يشعرون أنهم ناموا يوماً واحداً ، والله تعالى يخبرنا أنه نوم فقط وليس موتاً ، أي أنهم استطاعوا العيش والنوم كل هذه الفترة فقط بغذاء أمسهم وبلا فراش يحميهم! ولتفسير ذلك نحتاج للتعرف إلى معدل ضربات القلب ، فهي ليست فقط مقياس لصحة الإنسان بل هي ترتبط بعملية النمو ، فنجدها ترتفع عند ألأطفال الرضع الى 140 ضربة وتنخفض عند البالغين وكبار السن الى 74-78 ضربة ، وكل نبضة هي إيذان بتدفق الدم من القلب عبر الشرايين وألأوردة إلى خلايا الجسد لتغذيه وتساعده على النمو. وهذا يفسر حقيقة نوم أصحاب الكهف ، فتباطؤ نموهم طوال هذه الفترة واكتفائهم فقط بغذاء كان بسبب تباطؤ في ضربات قلبهم ، ولكن الانخفاض كان شديداً الى الحد الذي يبقيهم أحياء فقط ، وكأنه تباطؤ في الزمن ، فلو حسبنا ضربات القلب خلال اليوم الواحد (74 خلال الدقيقة – 4440 خلال الساعة – 106560 خلال اليوم) وهي تتباطأ لتغطي فترة ال (106900 يوماً)، لوجدنا أنها تصل الى حوالي ضربة واحدة كل يوم!
ضربة واحدة في اليوم كانت تكفي ليظل أهل الكهف أحياء ، ولكن كيف يمكن أن تنخفض ضربات القلب من 74 في الدقيقة الى واحدة في اليوم؟ من خلال النوم العادي تنخفض الضربات بنسبة8% فقط ، وبافتراض أنه لا يوجد نمو يذكر ولا أي مجهود حركي أو استهلاك للطاقة الحرارية (فالشمس كانت تحافظ على حرارة أجسادهم وتعقمها عند فترتي الشروق والغروب) فستنخفض دقات القلب الى درجة أقل ، ولكن ليس الى درجة ضربة واحدة في اليوم إلا إذا كانوا نائمين فوق وسادة هوائية أو في منطقة عديمة الجاذبية!
لم أجد سبباً للرعب أقوى من أن ترى جماعةً من الناس معلقين في الهواء ، يتقلبون يمنةً ويسرى وكأنهم أحياء ، وقد ثبت علمياً أنه عند انعدام الجاذبية ألأرضية تصغر عضلة القلب ومن ثم يقل معدل ضرباته ، وهناك دراسة توضح أن عضلة القلب لرواد الفضاء تصبح أصغر في الفضاء الخارجي ، وربما أيضا ذلك يوضح لماذا لم تؤلمهم عظامهم ومفاصلهم من جراء هذا النوم الطويل.
أختم بفائدة مما سبق ، وهي أن انخفاض ضربات القلب فيالظروف الطبيعية يقلل من استهلاك الجسد للخلايا ويقي الانسان من أعراض الشيخوخة ، فقد لاحظت أن أصحاب الهموم يشيخون بسرعة لأن التوتر يزيد من ضربات القلب والله أعلم.
ومن اللطائف ألأخرى ما انطبع في أذهان البعض أن أصحاب الكهف قد شاخوا بعد هذا النوم الطويل مع أن ألآية تقول (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) ، أي أنهم لم يظهر عليهم من أعراض كبر السن في هيئتهم بل كانوا كمن نام يوماً أو أقل.
لكن ما استدعي تفكيري قوله تعالى (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) ، فكثير من التفاسير ترجح أن الله سبحانه وتعالى ألقى بالرعب في قلب كل من ينظر اليهم ليحفظهم من ألأذى ، ولكن لابد من سبب للرعب!
أولاً لنعرف كيف نام أصحاب الكهف كل هذه المدة بدون غذاء أو فراش يتوسدونه ليحمى عظامهم ومفاصلهم في كهف يفتقد كل هذه المقومات ، فهم لم يكونوا جاهزين للمبيت ولو ليوم واحد ، ومن تسائلهم بين بعضهم أنهم ناموا يوماً أو بعض يوم-أي ما يقارب أربعاً وعشرين ساعة ، وعندما استيقظوا كانوا يشعرون ببعض الجوع والتعب كمن نام يوماً كاملاً. إذن هم ناموا 309 سنة (106900 يوماً) وقاموا وهم يشعرون أنهم ناموا يوماً واحداً ، والله تعالى يخبرنا أنه نوم فقط وليس موتاً ، أي أنهم استطاعوا العيش والنوم كل هذه الفترة فقط بغذاء أمسهم وبلا فراش يحميهم! ولتفسير ذلك نحتاج للتعرف إلى معدل ضربات القلب ، فهي ليست فقط مقياس لصحة الإنسان بل هي ترتبط بعملية النمو ، فنجدها ترتفع عند ألأطفال الرضع الى 140 ضربة وتنخفض عند البالغين وكبار السن الى 74-78 ضربة ، وكل نبضة هي إيذان بتدفق الدم من القلب عبر الشرايين وألأوردة إلى خلايا الجسد لتغذيه وتساعده على النمو. وهذا يفسر حقيقة نوم أصحاب الكهف ، فتباطؤ نموهم طوال هذه الفترة واكتفائهم فقط بغذاء كان بسبب تباطؤ في ضربات قلبهم ، ولكن الانخفاض كان شديداً الى الحد الذي يبقيهم أحياء فقط ، وكأنه تباطؤ في الزمن ، فلو حسبنا ضربات القلب خلال اليوم الواحد (74 خلال الدقيقة – 4440 خلال الساعة – 106560 خلال اليوم) وهي تتباطأ لتغطي فترة ال (106900 يوماً)، لوجدنا أنها تصل الى حوالي ضربة واحدة كل يوم!
ضربة واحدة في اليوم كانت تكفي ليظل أهل الكهف أحياء ، ولكن كيف يمكن أن تنخفض ضربات القلب من 74 في الدقيقة الى واحدة في اليوم؟ من خلال النوم العادي تنخفض الضربات بنسبة8% فقط ، وبافتراض أنه لا يوجد نمو يذكر ولا أي مجهود حركي أو استهلاك للطاقة الحرارية (فالشمس كانت تحافظ على حرارة أجسادهم وتعقمها عند فترتي الشروق والغروب) فستنخفض دقات القلب الى درجة أقل ، ولكن ليس الى درجة ضربة واحدة في اليوم إلا إذا كانوا نائمين فوق وسادة هوائية أو في منطقة عديمة الجاذبية!
لم أجد سبباً للرعب أقوى من أن ترى جماعةً من الناس معلقين في الهواء ، يتقلبون يمنةً ويسرى وكأنهم أحياء ، وقد ثبت علمياً أنه عند انعدام الجاذبية ألأرضية تصغر عضلة القلب ومن ثم يقل معدل ضرباته ، وهناك دراسة توضح أن عضلة القلب لرواد الفضاء تصبح أصغر في الفضاء الخارجي ، وربما أيضا ذلك يوضح لماذا لم تؤلمهم عظامهم ومفاصلهم من جراء هذا النوم الطويل.
أختم بفائدة مما سبق ، وهي أن انخفاض ضربات القلب فيالظروف الطبيعية يقلل من استهلاك الجسد للخلايا ويقي الانسان من أعراض الشيخوخة ، فقد لاحظت أن أصحاب الهموم يشيخون بسرعة لأن التوتر يزيد من ضربات القلب والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق