التقيت صدفة بأحد المسيحين العرب في مدينة لندن وطلب أن يحدثني عن المسيحية ، فوافقت قائلاً في نفسي ربما هي فرصة لي أيضا لأحدثه عن الاسلام ، وما أن فرغ من كلامه حتى قررت أن أشرح له كيف أن ألأديان السماوية مترابطة ولا تنفك عن بعضها البعض ، وهممت بأن أذكر له أن اسم مكة وردفي إنجيل الملك جايمس بلفظ وادي بكة وببعض من صفاتها كالصفا والمروة وببئر زمزم والحجيج كما في جاء في قوله تعالى(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) ) ، ولكننى عدلت لأني توقعت أنه سوف يجادلني في معناها وقد ينفر مني ، خاصة وأن هناك من ينكرأنها بكة بل ويقول جدلا أنها بكا من البكاء مع أن ألأسماء لا تعرَّب! لذلك قررت أمرا آخرا.
قلت له لو أنك ولدت في جزيرة وليس هناك من يدلك على أي دين فهل ستؤمن بالله؟ فقال نعم ، فقلت بأي تعاليم ستعبده؟ فلم يجب ، قلت فذاك دين أبينا ابراهيم عرف الله بعقله وبدون وسيط وهذا هو ما نعنيه بالاسلام ، ولكن كل ما جاء بعده من أديان فهى نفس العقيدة ولكن بتعاليم وتشريعات خاصة لكل نبي في زمنه ، فلو أنني ولدت قبل 4000سنة لكنت يهوديا ، ولو ولدت قبل 2000 سنة لكنت مسيحيا ، ولكني ولدت في هذا الزمان لذلك أنا مسلم ، فترابط هذه ألأديان لأنها سماوية كما قال النجاشي أن القرآن والإنجيل "ليخرج من مشكاة واحدة".
لم يبدو أنه اقتنع بكلامي عن ترابط ألأديان السماوية ، لذلك طلب أن يدعو لي علانية بالهداية والخلاص لأرى طريق الحق ، فقلت لا بأس ، فدعى بما دعى حتى انتهى ثم ختم كلامه بقوله"آمين" ، فقلت حسبك ، هل تعرف معنى هذه الكلمة؟ فأجاب نعم هي بمعنى اللهم استجب ، فقلت هل تعلم أننا نستخدم هذه الكلمة في دعائنا ، بل وتصنف في لغتنا بأنها اسم فعل أمر مع أنها ليست عربية ولاعبرية ، فقال من أين هي إذن؟ قلت له لا أدري ، ولكنها دليل على أن ألأديان السماوية مصدرها واحد وهذه واحدة من ألأدلة.
في الحقيقة أنا لم أكذب عندما أخبرته أني لا أعرف من أين جاءت كلمة"آمين" ، فهناك من يقول أنها كلمة سريانية ، ولكن كان عندي قناعة بما جاء في الحديث الصحيح (إذا أمن القارئ فأمنوا ، فإن الملائكة تؤمن ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) ، وما أظن أن الملائكة تؤمن الا بلغتها ، لذلك آمين هي من لغة الملائكة والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق